من ستر مسلمـــــا

من ستر مسلمـــــا

يحكى أن رجــلا من الصالحين تزوج امرأة ولكنه فوجئ ليلة دخلته عليها أنها كانت حاملا وعلى وشك وضع حملها فتعجب الرجل، ولكن المرأة المسكينة أمسكت بيده وقالت أسألك بوجه الله الكريم أن تسترني ولا تفضحني لقد أذنبت وأخطأت وتبت وسجدت لله تعالى طالبة عفوه ومغفرته ولم أجد حلا لكي لا أفتضح إلا أن أتزوج فاسترني يا ولي الله تعالى لعل الله يسترك يوم لا ينفع مال ولا بنون، رق قلب الرجل الصالح لحالها وما هي إلا لحظات حتى جاءتها آلام المخاض والولادة فساعدها حتى ولدت غلاما واحتار الرجل الصالح ماذا يفعل فليس من المعقول أن يدخل رجل على زوجته ليلا لتلد غلاما قبل الفجر وأدركت المرأة أن الفضيحة مؤكدة ولا بد منها وسيأتي أهل العريس والعروسة في الصباح ليجدوا رضيعا في البيت ويتساءلون من أين ظهر وتكون فضيحة كبرى ما بعدها فضيحة، ولكن الرجل الصالح كان شهما فقال لها والله لأسترنك والله لن أفرق بينك وبين ولدك وسأرده إليك وأجمع بينكما كما جمع الله بين نبي الله موسى وأمه، فلفه في خرقة وذهب به ليلا قبل الفجر ووضعه على باب المسجد وتنحى جانبا واجتمع الناس على باب المسجد وعلت حيرتهم وحضر إمام المسجد وبدأ الناس يتنافسون أيهم يكفله وجاء الرجل إلى المسجد كأنه لا يعلم من أمر الرضيع شيئا وسأل ماذا هنالك: فقالوا له رضيع ملقى على قارعة طريق باب المسجد والناس مختلفون كل يريد أن يكفله، فصاح بأعلى صوته: امرأتي طالق بثلاث إن لم تسلموني إياه لأكفله، فقال إمام المسجد: كيف تعلق طلاق امرأتك على هذا الشرط وأنت لم تتزوج إلا البارحة، وحضر والد الفتاة هذا المشهد، فطلب من جموع الناس أن يسلموه الطفل لأنه لم يتزوج إلا البارحة فكيف يطلق بالثلاث فنظر الناس في الأمر واتفقوا على تسليمه الطفل ليكفله فحمله وأخذه إلى بيته وسلمه لأمه وجمع بينها وبين ولدها كما جمع الله بين موسى وأمه وسترها، فشكرت له المرأة هذا الصنيع وخدمته طوال حياتها برموش عينها، هكذا يفهم الصالحون معنى قوله عليه الصلاة والسلام >من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة <·

لقد وقف أعرابي مع امرأته أمام القاضي فسأله القاضي لماذا تريد أن تطلقها فقال الأعرابي ليس من الشهامة يا سيدي أن يذكر الرجل عيب امرأته خاصة وهي لا زالت في عصمتي فحكم له القاضي بالطلاق وفرق بينهما بالتراضي وبعد أن حكم له بالطلاق ناداه وقال له الآن وقد وقع الطلاق ولم تعد امرتك أخبرني لماذا طلقتها فقال له الأعرابي ليس من الشهامة يا سيدي أن يتحدث الرجل في عيوب امرأة أجنبية!! فتعجب القاضي لشهامة الرجل· ذكرت المثالين والقصتين ليعلم الناس أن الأخلاق الحميدة قد تنبع من الدين ومن الشهامة والرجولة ومن فقد دينه وشهامته فمكانه ليس مع الحظيرة الإنسانية فماذا تقول للذين يبحثون عن عيوب الناس، فإن لم يجدوا فيهم عيبا اختلقوا لهم عيبا ولما لم يجدوا فيه عيبا قالوا حمر الخدين !

كتبها جمال بن عودة

زائر

واو سبحان الله
ماشاء الله
كل الشكر كله